بقلم / مها حامد فِي لَحَظَاتِ الخَوْفِ وَدَقَائِقِ الرَّعْبِ نَشْتَهِي رَائِحَةَ المَوْتِ وَنَمْقُتُ عَبِقَ الحَيَاة ِ، وَيَهْتِفُ دَاخِلِنَا صَوْتٌ أَنَّهُ رُبَّ مَوْتٍ أَحَبَّ إِلَيَّ النَّفْسُ مِنْ الحَيَاةِ . مَقْبُولًا هَذَا الإِحْسَاسِ لعليل أو مريض اِسْتَحَالَ شِفَاؤُهُ أَوْ مَنْ بَلَغَ مِنْ العُمْرِ أُرَذِّلَهُ وَلَكِنَّهُ أُمِرَا مَرْفُوضٌ كُلُّ الرَّفْضِ عِنْدَمَا يَكُونُ المَوْتُ أَحَبَّ وَأَجْمَلَ مِنْ الحَيَاةِ فِي قَلْبِ طِفْلِهِ يانعه فِي عُمْرِ الزُّهُورِ . وَلَكِنْ عِنْدَمَا تَعْلَمُ أَنَّ حُلْمَ التَّعْلِيمِ والجامعه والشهاده المَرْمُوقَةُ وَالكُلِّيَّاتُ المُسَمَّاةُ بِكُلِّيَّاتٍ أَلْقُمُهُ أُصْبِحُ كَابُوسٌ ، وَمِنْ كَانَتْ الحِضْنَ وَالعَقْلَ وَلِسَانَ الحَكَمَةِ أَمْسَتْ وَحُشْ تُخَيِّفُ طَالِبَاتُهَا فَلِأَبْدُ مِنْ وَقْفِهِ مَعَ النَّفْسَ . لَقَدْ تَحَوَّلَتْ ضِحْكَاتُ البَرَاءَةِ وَ الشقاوة من فَوْقَ الأَرْضِ فِي بِضْعُ لَحَظَاتٍ إِلَيَّ جَثَّهُ هَامِدَةٌ بِلَا حَرَاكٌ تَتَوَارَى تَحْتَ الثَّرَى . فَفِي يَوْمِ الأَحَدِ المُوَافِقِ ٢٥ مِنْ أُكْتُوبَرِ اِسْتَيْقَظَ أَهَالِي مَرْكَزُ مَدِينَةِ بَنِي عَبِيد - ٌ دقهليه عَلَيَّ خَبَرٌ أَبْكَى عُيُونَ الجَمِيعُ فَقَدْ أَقْدَمْتُ الطَّالِبَةَ رَنًّا مَجْدِي عَلَى حُسْنِ رِزْقٍ الَّتِي تَبْلُغُ مِنْ العُمْرِ ١١ عَامًا بِالتَّخَلُّصِ مِنْ حَيَاتِهَا بَعْدَ أَنْ تَعَاطَتْ عِدَّةُ أَقْرَاصِ دَوَاءٍ مِنْ حُبُوبِ مُخَصَّصِهِ لِمُقَاوَمَةِ الدُّودِ فِي الزَّرْعِ وَالمَحَاصِيلُ وَالمَعْرُوفُ أَنَّهَا حُبُوبٌ سَامَّةُ عَلَى أَمَلٍ أَنْ تَتَسَبَّبَ لَهَا فِي االام فِي المُعَدَّةِ وَلَكِنَّ حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حُسْبَانِ الطِّفْلَةِ أَنَّهَا ستؤل بِهَا إِلَيَّ التهلكة حَيْثُ شَعَرْتُ بِآلَامٍ شَدِيدَةٍ فِي مِعْدَتِهَا . وَأَسْرَعَتْ الطَّالِبَةُ الجَمِيلَةُ رَنًّا إِلَى بَيْتِ جَدَّتِهَا خَوْفًا مِنْ فَعْلَتِهَا وَصَارَحَتْ بِفَعْلَتِهَا جَدَّتُهَا الَّتِي هَرْوَلَتْ بِهَا إِلَيَّ مُسْتَشْفَى طَوَارِئِ المَدِينَةِ وَلَكِنْ كَانَ قَدْ نَفَّذَ أَمْرُ اللهِ وَفَارَقَتْ الطَّالِبَةَ رَنًّا الحَيَاةُ مُكْتَفِيَةٌ بِتَرْدِيدِ آخَرَ كَلِمَاتِهَا لِأَهْلِهَا .. "إِنَّ المَوْتَ أَرْحَمُ مِنْ أَرُوحُ إِلَيَّ دَرْسَ الابله وَفَاءُ".. لَقَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ هَرَبًا مِنْ حُضُورِ دَرْسِ مُعَلِّمَتِهَا خَوْفًا عَلَيَّ جَسَدَهَا الضَّئِيلَ مِنْ الضَّرْبِ بِدُونِ رَحْمَةُ أَوْ هَوَادَةٌ . فَالمَعْرُوفُ أَنَّ هَذِهِ المُعَلِّمَةَ الَّتِي لَا تَمُتْ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّهْذِيبِ وَالتَّرْبِيَةِ بِصِلَةٍ أَنَّهَا تَقُومُ بِالضَّرْبِ المُوجِعِ المُبَرِّحِ لِكُلِّ الطَّالِبَاتِ الَّتِي تَقُومُ بِالتَّدْرِيسِ لَهُمْ سَوَاءً فِي المَدْرَسَةِ أَوْ فِي الدَّرْسِ فِي ظِلِّ غِيَابٍ تَامٍّ مِنْ قَبْلُ المسؤلين فِي المَدْرَسَةِ . وَبِالاِسْتِمَاعِ إِلَيَّ أَهْلٌ البَلْدَةُ فِي صَوَّانِ العَزَاءِ حَكَتْ كُلَّ العَدِيدِ مِنْ الأُمَّهَاتِ عَنْ العُنْفِ وَالضَّرْبِ دَاخِلَ الفُصُولِ المَدْرَسِيَّةِ بِلَا رَحْمَةٍ أَوْ شَفَقُهُ . وَيَبْقَى السُّؤَالُ أَيْنَ المسؤلين وَالقَائِمِينَ عَلَيَّ أُدَارِهُ المَدْرَسَةُ مِنْ كُلِّ هَذِهِ المُمَارَسَاتِ الاجراميه مِنْ قِبَلِ المُعَلِّمَةِ فِي حَقِّ أَطْفَالِنَا وفلذات أَكْبَادُنَا ، وَلُمَّ سُكَّتْ الأَهَالِي وَأَوْلِيَاءَ الأُمُورِ عَلَيَّ مُمَارَسَاتُ المُعَلِّمَةِ وَفَاءٌ فِي حَقِّ أَوْلَادِهُنَّ أَمْ كَانَ يَلْزَمُ وُجُودَ ضَحِيَّةٍ حَتَّى نَتَحَرَّكُ وَنُطَالِبُ بِحَقِّهَا وَكَأَنَّهُ كَتَبَ لِنَا أَنْ لَا نُطَالِبُ إِلَّا بِحَقٍّ مَنْ فَارَقُوا الحَيَاةَ. رَحِمَكَ اللهُ يَا رَنَا يَا رَمْزَ البَرَاءَةِ وَالرِّقَّةُ فِي زَمَنٍ لَا يَعْتَرِفُ إِلَّا بالقسوة وَالإِجْرَام ُ، وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيَّ مُعَلِّمِي الزَّمَنِ الجَمِيلَ عِنْدَمَا كَانَ المُعَلِّمُ يَحْمِلُ رِسَالَةً وَأَمَانَهُ وَكَانَ صَاحِبُ عِلْمٍ مُنِيرٌ وَقَبْلَ كُلٍّ ذَلِكَ كَانَ صَاحِبُ عُقَلِ رَشِيدَ وَتَصَرُّفٍ حَكِيمٌ وَالَاهُمْ قَلْبٌ كَبِيرٌ يَتَّسِعُ لِلجَمِيع ِ.